تلخيص كاتب
المراهق والعلاقات المدرسية
لتحميل نسخة، انقر هنا
للدكتور أحمد أوزي
v تقديم :
تكتسي معرفة شخصية المراهق بأهمية بالغة لدى مختلف الفاعلين التربويين وعلى مستوى مختلف خلايا التنشئة الاجتماعية. أهمية تأخذ مشروعيتها من أهمية هذه الفئة العمرية داخل المجتمع المغربي، وبالنظر كذلك لأزمة المدرسة المغربية اليوم، بحيث تتناقل وسائل الإعلام وباحات النقاش العمومي بل والتقارير الرسمية والدراسات الأكاديمية والمتخصصة، فكرة وجودها في مأزق القصور عن بلوغ الأهداف المتوخاة.
ويمثل كتاب "المراهق والعلاقات المدرسية" واحدة من الدراسات المستفيضة التي أنجزها الباحث وحاول من خلالها تنوير المهتمين بالمراهق المتعلم.
والملخص بين أيدينا، هو محاولة لقراءة في الكتاب، توخت قدر الإمكان الحفاظ على مضمون الكتاب، سواء من حيث التسلسل أو البنية. على أمل أن يشكل نقدها توجيها لتطوير أسلوب تلخيص الكتب، كما تمثل في حد ذاتها مقبلات لفتح شهية الباحثين للاطلاع على الكتاب.
v تعريف الكاتب :
الدكتور أحمد أوزي، باحث مهتم بقضايا الطفولة والمراهقة، حاصل على دبلوم الدراسات العليا في علم النفس الاجتماعي ودكتوراه الدولة في دراسات الطفولة.
أستاذ التعليم العالي بكلية علوم التربية بجامعة محمد الخامس ومدير وحدة التكوين والبحث في علم النفس النمائي التربوي.
مدير مجلة علوم التربية ورئيس الجمعية المغربية لدراسات الطفولة، عضو الفريق المركزي لتقرير المعرفة العربي للعام 2010-2011.
v قراءة خارجية للكتاب :
المؤلف من الحجم المتوسط عدد صفحاته 168 صفحة، صدر سنة 2000، رقم إيداعه القانوني 129/2000، عن مطبعة النجاح الجديدة بالدار البيضاء. وصدرت طبعته الثالثة سنة 2011.
تضمنت الواجهة الأمامية لغلاف الكتاب قسمين، القسم العلوي باللون الأبيض يحمل اسم المؤلف والجزء الأول من عنوان الكتاب بلون أحمر بارز وجزؤه الثاني باللون الأسود. أما قسمه الثاني فتضمن لوحة بلون أرجواني مغلوق تخترقه خطوط فاتحة تحيل على الحركية والانسياب.
أما الواجهة الخلفية للغلاف فتضمنت نصا من 12 سطرا، ينقسم إلى فقرتين تضمنت نهاية كل منهما نقط حذف، وهو يشير إلى الإشكالية التي يعالجها الكتاب. وفي الأسفل تعريفا بالمؤلف.
وعنوان الكتاب واضح ويفصح منذ الوهلة الأولى على موضوعه الذي اختار له الباحث أن يكون محددا ومحصورا حتي يثير الانتباه منذ البداية انتباه المعنيين بموضوعه. وهو يشتمل على خمسة فصول يتضمن كل منها محاور جزئية. وتأتي أهميته من حداثة وحساسية موضوع المراهقة، خاصة في ضوء غزارة الدراسات التي تتمحور حول أزمة المدرسة المغربية اليوم، مما يجعل من الضرورة بما كان الإلمام بخصوصية المراهق واحتياجاته لكي تستطيع المدرسة المغربية مواكبتها والاستجابة إليها، وهو مفيد لكل الفاعلين في مجال التربية سواء الأسرة والمدرسة ومختلف مؤسسات التنشئة الاجتماعية.
v ملخص الكتاب
استهل الدكتور أحمد أوزي كتابه بتقديم استعرض خلاله بشكل عام موضوع الكتاب وأهميته ومبررات تناول موضوعه، والهدف من تخصص الموضوع في مجال محدد من زوايا نظر متعددة، مبرزا خصوصية دراسته التي تعرض بالوصف والتحليل مفهوم المراهقة وأبعاد شخصية المراهق، وأفصح عما سيتناوله من مواضيع في معرض كتابه، مبينا أن فصوله الخمسة مترابطة فيما بينها، وهو بذلك يفتح شهية القارئ للقراءة المتسلسلة والمتمعنة. كما أوضح في المقدمة الهدف من حصر موضوع الكتاب في تفاعلات شخصية المراهق داخل بنيات النظام المدرسي، وبين بأن الكتاب هو خلاصة تركيبية لبحوث ودراسات متعددة للموضوع في بيئات مختلفة.
ويؤكد منذ المقدمة أهمية دراسة المراهقة وعدم انتهاء البحث فيها مستدلا بقول مؤسس مفهوم المراهقة (ستانلي هول) الذي قال :
"إنها مرحلة تستحق بحق أن تكون موضوع علم النفس بأكمله".
الفصل الأول :
عنون الباحث الفصل الأول للكتاب بـ "مفهوم المراهقة وأهمية دراستها"، وقد تطرق فيه للأهمية العلمية والعملية لدراسة المراهقة قبل أن يتعرض لمفهومها.
يرى الباحث في المحور الأول من هذا الفصل، بأن أهمية دراسة المراهقة تستمد مشروعيتها من الأهمية العددية التي أصبحت تمثلها هذه الفئة داخل المجتمعات، نظرا لعدة عوامل كالشروط الصحية والخدمات الاجتماعية والميل لفض النزاعات بالطرق السلمية إضافة إلى الرعاية التي توليها المجتمعات لفئات المراهقين والشباب باعتبارهم يمثلون قيمة إبداعية وإنتاجية بل واستهلاكية، إلى جانب الضرورة الحتمية للمراهق في الاندماج داخل وسطه الاجتماعي، ويستدل الباحث بإحصائيات اليونسكو التي تشير إلى أن نسبة المراهقين في المجتمعات النامية تصل لـ 50% وتناهز الثلث في المجتمعات الصناعية. وهذا ما يبرر حاجة المجتمعات لفهم طبيعتها وحاجاتها، وهذا ما دفع بالباحثين النفسيين والاجتماعيين وغيرهم لمعرفة خصائص المراهقين سيما لما يلقيه ذلك من أضواء على فهم الطبيعة البشرية عموما. كما يشير إلى أن الأفكار التربوية التجديدية ساعدت على اهتمام مختلف المؤسسات التربوية المعنية بالمراهقين، بتعميق فهمها لهذه الفئة لتوفير الإعداد الملائم لها وتوجيهها توجيها سليما، وهو ما ينطبق كذلك على الأسرة التي تسعى لتحقيق توافق يكفل التواصل مع أبنائها وفهم حاجاتهم ورغباتهم واحترام ميولهم ودعم وتشيد ما هو إيجابي وبناء.
بعد ذلك تحدث عن ظهور فترة المراهقة كمفهوم والذي يعتبر اكتشافا جديدا لعلم النفس لحد وصفها بـالابتداع الحضاري، مبرزا العوامل التي ساعدت على بروز المفهوم خاصة منها المتصلة بالتحولات الاقتصادية والاجتماعية والتشريعية للمجتمعات الصناعية، ومستجدات نظريات التعليم والتربية خاصة بعد أن أصبح التعليم يأخذ مدة زمنية أطول لإعداد الفرد للاندماج في المحيط السوسيو-اقتصادي، ومن ذلك أن أصبح التعليمين الثانوي والجامعي من المكونات الأساسية للأنظمة التعليمية. مما قاد إلى إحساس فئة المراهقين بخصوصيتهم كشريحة اجتماعية عمرية متميزة داخل المجتمع. لكنه يشير إلى أنه رغم حداثة المفهوم علميا، إلا أنه من الصعب الجزم بجهلها في مرحلة ما قبل المجتمعات الصناعية، وهو ما يعطي الحاجة إلى أبحاث أنثربولوجية في الموضوع. لكن يمكن القول بأن مدتها الزمنية أصبحت أكثر طولا. كما لا يمكن الاختلاف على اقتصار المراهقة على الانسان لكنها تختلف من حيث المظاهر والفترات من عصر لآخر ومن مجتمع لآخر.
ثم انتقل للحديث عن المراهقة كفرع مستقل من فروع علم النفس، ويبرر ذلك بما تستدعيه دراستها من اهتمام خاص نظرا لكونها سيرورة، ولاختلافها من حيث شدة الانفعالات عن مرحلة الطفولة، كما تشكل أسلوبا مميزا من النمو يمس الجانبين النفسي-الاجتماعي والعضوي، ونظرا كذلك لسرعة التغيرات التي يعرفها الفرد خلال المراهقة، وهذا يتطلب من المربين والآباء والمراهقين أنفسهم فهم هذه المرحلة واستيعاب الوضع الجديد الذي يصبح فيه الفرد خلال مراهقته، على اعتبار أن عالم المراهق هو عالم مختلف عن الطفولة بالواقعية. كما يهتم علم النمو النفسي بالتعلم الاجتماعي الذي يطرأ على شخصية المراهق. وهي كلها اعتبارات حتمت وقوف الدراسات على المراهقة كمرحلة ذات خصوصيات ومميزات مختلفة عن غيرها.
وفي المحور الثاني من هذا الفصل تناول الباحث مفهوم المراهقة، ويبين فيه أن الدراسات النفسية لم تهتم بهذه الفترة إلا في أواخر القرن العشرين، سيما مع ظهور علم النمو النفسي، فتعددت بذلك الدراسات والبحوث حول هذه الفترة. ويرى بأن هذه المرحلة حاسمة وذات أهمية لكون تعلم المراهق يطبعه التعقلن وقدرة الفرد على بذل الجهد الذاتي ومعايير يكونها بنفسه. إضافة إلى توسع الإطار العلائقي للمراهق بعد أن كان محصورا خلال طفولته. ويشير إلى اعتماد المراهق على أسس ومعايير يخضع لها أفكاره. ومن الناحية الجسمية فنمو الفرد يصبح سريعا ومفاجئ، مما يحدث تغيرات ظاهرية وباطنية لدى المراهق بالموازاة مع تغير الوظائف العضوية، وهو ما له تأثير على الذات النفسية للمراهق، وقد يعرضه للاضطراب أو الانحراف ما لم يجد وسطا يتفهم تغيراته. ويضيف الباحث بأن أهمية المراهقة لا تقتصر على الفرد وإنما تتعداه لحياة الشعوب باعتبار أن هذه الفئة هي روح الأمة ومستقبلها. كما أشار إلى أن الاحصائيات تؤكد على توفر المغرب على طاقة هائلة من الشباب تمثل مستقبله مما يستوجب استثمارها. وبالنظر لهذه الأهمية، رأى الباحث أنه من المناسب التعرض لمفاهيم أساسية في مقدمتها المراهقة لغويا وكمفهوم، والبلوغ والشباب.
وهكذا أبرز الباحث صعوبة التحديد الدقيق لمفهوم المراهقة نظرا لكونها عملية وسيرورة وليست مرحلة. ويبرز أن ما يزيد من صعوبة دراستها وتحديدها كونها مرحلة ذات قوانين ومشكلات ودور، كما تخضع لتأثير المراحل السابقة لها وتؤثر في المراحل اللاحقة لها. ويستعرض بعد ذلك المعنى اللغوي للمراهقة، والذي يفيد الاقتراب والدنو، والاقتراب هنا من الاحتلام أي القدرة على الانجاب. وفي اللغة اللاتينية تعني "adolescerre" التدرج نحو النضج الجسمي والعقلي والجنسي والانفعالي. ويدعوا الباحث إلى التمييز بين مفاهيم المراهقة والبلوغ والشباب، ويقترح الباحث لمقاربة مفهوم المراهقة تحديد معناها السيكولوجي، بحيث يرى كل من (كودناف) و(ليتري) بأنها المرحلة التي تتوسط الطفولة والرشد وفترة الانتقال بينهما في وقت اتجه (جيرزلند) لتحديدها تحديدا وظيفيا بكونها سنوات انتقال الأبناء من الطفولة إلى الرشد ويتصفون خلالها بالنضج العقلي والانفعالي والاجتماعي والجسمي. وينتبه الباحث إلى أن هذا لا يعتبر تعريفا بقدر ما هو تحديد زمني فقط ليخلص إلى أنها طور نمائي يبدأ فيه نضج الفرد ومحاولة الاستقلال عن الغير.
أما مفهوم البلوغ فهو يشير إلى الجانب العضوي للمراهقة وتحديدا التغيرات العضوية والوظائف الجنسية، أي أنه يمثل الميلاد الجنسي أو اليقظة الجنسية للفرد، ويمكن اعتباره مدخلا للمراهقة وليس مرادفا لها.
وفيما يخص مفهوم الشباب –والذي يستعمل أحيانا كمرادف للمراهقة- فيقصد به حسب (ديبس) الجانب الاجتماعي للمراهقة، إذ يمثل الشباب فئة اجتماعية متميزة عن الجيل الذي بلغ النضج الحقيقي فعليا. أما (كينسون) فيضع الشباب كمرحلة بينية تأتي بعد المراهقة وتسبق الرشد، وما يميزها هو انتهاء الفرد من حل مشكلات الهوية والاستقرار عليها، وتحقيق نوع من الاستقرار العاطفي تجاه الآباء وإزاء الجنس الآخر، كما يحدد الفرد خلالها ماذا يريد أن يكون. ويذهب (بييردي لارج) إلى أن الشباب يدل على السن ويحمل دلالة نفسية إيجابية مقابل الطابع غير المكتمل الذي تحيل عليه المراهقة.
وبهذا يخلص الدكتور أوزي إلى أن كل مصطلح مما تقدم يوظف توظيفا علميا محددا إذ توظف المراهقة في علم النفس، في حين توظف عبارة البلوغ في الفيزيزلوجيا مقابل استخدام عبارة الشباب في المجال الاجتماعي.
ويتناول الباحث في المحور الموالي التحديد الزمني لفترة المراهقة الذي يختلف مداه باختلاف المجتمعات والوضع السوسيو-اقتصادي للأسر ومن زمن لآخر ومن جنس لآخر، ويبرز هذه الاختلافات من خلال تقديم النموذج والمقارنة بين المجتمعات الزراعية والمجتمعات المتقدمة. وبذلك فالتحديد الزمني للمراهقة هو نوع من التعميم فقط، ولا يمكن أن يصدق على الجميع. غير أن معظم الباحثين يميلون لحصرها في العمر ما بين سن البلوغ (12 إلى 13 سنة) و21 سنة، وتمتد لدى البعض إلى 26 سنة.، وبشكل عام إلى مشاركة الفرد داخل المجتمع واستقراره المهني والأسري.
ويقف الباحث على أن قصر هذه المدة يحرم المراهق من فترة التأمل والاختيار. وعموما فطول فترة المراهقة أو قصرها يرتبط بالعامل البيولوجي وبالإطار الثقافي والاجتماعي.
وقد اعتبر الباحث فترة المراهقة أصعب مراحل عمر الإنسان، ففي المحور الرابع من هذا الفصل –الذي اختار له عنوان المراهقة كمرحلة اضطراب-، خاصة في المجتمعات الصناعية التي تضع قيودا على سلوك ورغبات الفرد، سيما طول انتظار حظه للمشاركة في الحياة الاجتماعية وحاول الباحث تسليط الضوء على سمات المراهق وعوامل اضطرابه، بحيث يمكن إجمالها في الانتباه إلى الذات كوحدة مستقلة، والوقوف على اختلافها عن مرحلة الطفولة، ويستدل في ذلك برأي السيكولوجي (يونج) الذي يصف ذلك بـتيقظ الشعور معتبرا إياه ميلادا نفسيا. وللتغيرات الفيزيولوجية دور أساسي في هذا الاضطراب بحيث تلفت انتباه المراهق إلى ذاته، فيحاول التخلص من عالم الطفولة والسير إلى المستقبل –صنيع خياله-، ويصف (ليفن) ذلك برغبة تغيير الانتماء، ويرى الباحث بأن ذلك يؤدي إلى اضطرابات بسبب عدم مساعدة الراشدين للمراهق في الاندماج معهم، وحاجته لمساعدة غيره بعد اكتشاف عجز عالمه الخيالي عن مجاراة واقعه الحقيقي، وعدم معرفته للسبل التي يجب أن يسلكها، بفعل عدم وضوح معالم العالم الجديد للمراهق. ويصل الحد لدى الباحث إلى مقارنة المراهق بالرجل الهامشي، بحيث يقع بين مجموعتي الأطفال والراشدين، مما يثير لديه زوبعة نفسية. كما يضاف إلى هذه العوامل معاناة الشباب من مشكلات نفسية واجتماعية واقتصادية ناجمة عن تغيرات العصر.
ويختم هذا الفصل بالحديث عن المراهقة والشباب كقيمة، لما يميز هذه المرحلة من فضائل تتجاوز أوصاف التهور وعدم تحكيم العقل لتبرز سمات الفتوة والقوة والأمل. فإذا كان تعبير المراهقة يتصل بما هو سلبي كعدم اكتمال النضج، فإن المجتمع يضفي قيمة إيجابية على الشباب. ويرى السيكولوجيون حسب الباحث بأن القدرات الذهنية تبلغ قمتها منذ سن الرابعة عشر.
الفصل الثاني :
أما الفصل الثاني فقد كان عنوانه : "نظريات في تفسير المراهقة"، وقد استهله الباحث بتمهيد جدد الإشارة فيه إلى حداثة المراهقة في مجال الدراسات السيكولوجية، وأنه جاء بعد بروز أهميتها التي أدت إلى اهتمام العديد من الباحثين النفسيين والاجتماعيين بدراستها، مما أفضى إلى ظهور عدة نظريات وأبحاث ودراسات في بيئات مختلفة، ارتبطت كل منها بزاوية ملاحظة ودراسة صاحبها من جهة وبخلفيته النظرية والثقافية والعصر الذي يعيش فيه من جهة ثانية، بحيث يرى الباحث بأن أثر النظرية العلمية التي ينطلق منها الباحث كسند لأفكاره تأتي ملونة لاعتقاداته في الموضوع، وينطلق الكاتب في عرضه للنظريات في كونها إذا كانت تنطلق من الافتراض الأساسي بأن المراهقة تشكل مرحلة خاصة من مراحل نمو الفرد، ترتبط بالتغيرات العضوية والجسمية، فهي تختلف في تحديد وتقدير تأثير التغيرات العضوية على السيرورة النفسية وتطورها، لينتقل بعد ذلك إلى تصنيف أهم النظريات في أربعة محاور.
تناول الباحث أحمد أوزي في المحور الأول "النظرية العضوية في تفسير المراهقة"، وأشار فيه إلى أن مؤسس هذا الاتجاه هو "ستانلي هول" الذي يعود له الفضل في إدخال المراهقة لمجال الدراسات النفسية، وهو الذي اعتبر المراهقة بمثابة (ولادة ثانية للإنسان) في حياته وتطوره بالنظر إلى أن (حادثة البلوغ) تفصل المراهقة بشكل تام ومفاجئ عن الطفولة، وهي تتميز بتغيرات عضوية واستيقاظ الدوافع الكامنة في عضويته، ويعد كتابه الصادر سنة 1904 خلاصة لأعماله ودراساته التي أنجزها بمساعدة علماء أمريكيين أمثال "لانكاستر" و"برنهام" وغيرهم. ويرى الدكتور أوزي بأن مفهوم "هول" للمراهقة يشوبه الغموض ودراسته هي مجرد ملاحظة وتحليل نظري للمراهقة بمعزل عما يمكن أن يكون للوسط الاجتماعي من تأثير على سلوك الفرد وشخصيته وذلك رغم أنه لا ينفي بشكل مطلق أثر الثقافة على الفرد، كما يرى بأن اعتبار المراهقة بمثابة (مظهر نفسي للتغيرات الفيزيولوجية لفترة البلوغ) ليس بالأمر المستجد إذ ورد في كتابات "روسو" و"ماريا منتسوري". ويقف عند الجديد في أبحاث "هول" هو اعتبار المراهقة (مرحلة أزمة) إذ أن البلوغ يعطي للمراهقة خاصيتها ونوعيتها، وهي تعد فصلا جذريا في حياة المراهق. وبذلك يخلص إلى أن سبب الأزمة النفسية للمراهق هو البلوغ، فالتحولات النفسية التي يعيشها المراهق تعود للناحية البيولوجية والعضوية ذات العلاقة بوظائف الغدد، ويصفها بفترة (العواصف والتوتر النفسي). فالمراهق يتميز بسلوك انفعالي متسم بالتعارض والتناقض بين الأنانية والمثالية، وبين الحب والكره والحنان والقسوة، ويترتب عنها فقدان المراهق لتوازنه، وتؤدي إلى صعوبة تكيفه مع بيئته، وهي خصائص عامة يعيشها كل المراهقين باختلاف بيئاتهم وثقافتهم.
ويرى الباحث بأن "ستانلي" قد استند على التصور الدارويني للتطور بحيث استند في آرائه على نظرية "التلخيص والاستعادة"، ويخلص إلى أن النظرية العضوية ترى بأن الإنسان خلال مراحل نموه يعيد التاريخ البشري، فمرحلة الطفولة تشبه الفترة البدائية ويكون خلالها الطفل كنوع من الحيوان لكنه يسعى من خلال مهاراته الحسية الحركية إلى حفظ ذاته، وبذلك تمثل المراهقة مرحلة محاولة الارتقاء من المرحلة البدائية إلى حياة أكثر تحضرا.
هذا الموقف سيحاول الباحث في المحور الموالي اختباره في محك آراء المدرسة الاجتماعية والثقافية، والتي تمثلها الباحثة "مارجريت ميد". ولهذه الغاية بين الدكتور محمد أوزي مرتكزات هذه النظرية التي ترى بأن أزمة البلوغ ليست هي المسؤولة عن اضطرابات المراهق، وإنما الصعوبات التي يقابلهم بها المجتمع، وإذا كانت هذه النظرية قد انطلقت مع "بواص" حول المجتمع الأمريكي، فإن تلميذته "ميد" قد أجرت دراستها على مجتمعات بدائية مختلفة تماما عن المجتمع الأمريكي، إذ اشتغلت على عينات من جزر ساموا وجزر غينيا الجديدة وجزر إندونيسيا، لتقف على أن أزمة المراهق ترتبط بالبيئة الاجتماعية، ونمط ثقافتها وأساليبها في التنشئة الاجتماعية للفرد، مبررة وجهة نظرها بأن المراهق في الثقافات التي درستها يعيش مرحلة هادئة لا يعرف خلالها أية أزمة ولا تقابل رغباته بأية موانع أو محظورات، لتخلص بأن التباين الثقافي هو الذي يفسر الفرق بين ملامح المراهق في المجتمعين، أي أهمية العامل الثقافي الاجتماعي. وهكذا فتحت للدارسين بابا جديدا ربط بين المراهقة والمستوى الحضاري لوسط المراهق.
ويرى الباحث بأن الاختلاف بين النظرتين فتح الباب لظهور نظريات جديدة برزت فيها نظرية التحليل النفسي –التي خصص لها الباحث حيزا هاما لشرحها-. هكذا يتحدث المحور الثالث من هذا الفصل على نظرية التحليل النفسي في تفسير المراهقة، فإذا كانت النظريتين السابقتين قد عزلتا المراهقة كمرحلة مستقلة، فإن التحليل النفسي يرى بأن فصل المراهقة كمرحلة معزولة غير ممكن، لأن نمو الفرد عبارة عن نمو متصل، وتطور الفرد متصل بحيث تمتد جدور الراشد إلى المراهق الذي كان عليه من قبل والمراهق بدوره تمتد جذوره للطفل الذي كان عليه من قبل. ولتوضيح النظرية النفسية اضطر الباحث –لتيسير الفهم- التذكير بمكونات شخصية الفرد وتطورها، بحيث سلط الضوء على أبعاد الشخصية عند "فرويد" المتمثلة في (الهو والأنا والأنا الأعلى)، وهي أسس يرى الباحث أهميتها لفهم دينامية الشخصية وتفاعلاتها بمحيطها الاجتماعي خلال تكونها، خاصة التحولات التي يطرأ على دور الأنا كوسيط بين الهو والأنا الأعلى نتيجة البلوغ مع بروز الدوافع الكامنة وتحديدا دوافع ورغبات التكاثر والتناسل، وظيفة الأنا الأعلى الذي تهتز أسسه في مرحلة المراهقة، بحيث ينتقل من الطفل الهادئ الساكن المطيع إلى مراهق مشاكس، أي مصارع ومتحد والديه لاعتبارهما يمثلان القيم والمعايير التي تمثلها خلال طفولته. وقد خاض الباحث في تفسير نظرية التحليل النفسي من مختلف جوانبها ومكوناتها مستحضرا الأدباء الذين استلهموا كتاباتهم من فكرة الصراع بين جيل الآباء وجيل الأبناء أمثال "سوفوكل" و"شكسبير" بحيث وصفوا في كتاباتهم العلاقة بين المراهق وأبويه كما لو كانت شيء معيشا في مجتمعاتهم. وهذه العلاقة الصراعية اعتبرها التحليل النفسي أمرا طبيعيا نظرا لأن المراهق يمر بأزمة البحث عن تأكيد الذات وتحقيق الهوية، فهو حسب الكاتب يصارع والديه كي ينمو وينضج فكريا.
ويختم الباحث شرحه لسيكولوجية الشخصية عند فرويد بكونها شاسعة وتحتاج لأكثر من كتاب لشرحها ليفلت انتباه القارئ إلى التركيز على مكونات الشخصية لدى فرويد، والتي رغم تشكيلها ثلاثة جوانب فهي تتفاعل مع بعضها تفاعلا وثيقا. وهذا التفاعل يفسر سلوكات الفرد، وقد شرح بعد ذلك مراحل النمو النفسي، مبرزا بأنها تدحض فكرة اعتبار المراهقة معزولة عن مراحل النمو، وخلص إلى تركيز هذه النظرية على العامل الجنسي والانفعالي من حياة الشخص وسلوكه، واهتمامها بالعوامل البيولوجية وأثرها في السلوك علما بأن احتكاك الفرد ببيئته الاجتماعية خلال عملية التربية والتنشئة يعوق العوامل البيولوجية.
وسعيا من الباحث لتعميق الفهم تأثير الوسط الاجتماعي فقد عمد إلى استحضار تصور إريك إريكسون –العالم السيكولوجي صاحب كتاب (المراهقة والأزمة)، الذي تحدث عن العلاقات الاجتماعية ودورها في تنمية صورة الذات، وافترض أن فترة المراهقة التي أصبحت فترة طويلة في معظم بلدان العالم اليوم، أوجدت فجوة كبيرة بين النضج النفسي-الجسدي والنضج النفسي-الاجتماعي، فقد إريكسون بتحليل أثر تفاعل الفرد مع ثقافته المجتمعية على تكوين شخصيته في مختلف مراحل نموه، ليتوصل بأن الثقافة المجتمعية تترك بصمات واضحة على شخصية الفرد وتكوين هويته. وخلص في كتابه المذكور إلى أن الهوية هي النقطة المركزية لاهتمامات المراهقين وطموحهم، وبين كيف يؤدي احتكاك المراهق بواقعه الاجتماعي وسياقه التاريخي إلى اكتساب المراهق إمكانية نفي أو تأكيد ذاته. وفشله في إثبات ذاته قد يؤدي إلى انحرافه ليؤكد ذلك بطريقة سلبية، بحيث يرى إريكسون بأن نمو الهوية السلبية أفضل من اللا هوية، وماهي سوى أصوات الشباب للتعبير عن وجودهم. وبذلك فالمراهقة في نظر إريكسون هي مرحلة إعداد يجري خلالها المراهق بتجارب إثبات الذات. ويختتم هذا المحور بعرض جدول تركيبي مقارن بين تصور فرويد وإريكسون لمراحل النمو النفسي. وعموما فقد ركزت هذه النظرية عن دوافع وقوة اللبدو في توجيه دورات النمو.
وانتقل بعد ذلك للحديث عن النظريات السيكولوجية في تفسير المراهقة، والتي اهتمت بأبعاد أخرى من الشخصية مع الأخذ بعين الاعتبار ما تناولته النظريات السابقة، وقد تطرق في هذا المحور لمساهمات كل من (كارت ليفين) و(آلبورت) و(جان بياجه).
ترى نظرية المجال لليفن بأنه لا يمكن فهم المراهقة دون النظر إلى التدخل المستمر للعوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية التي تتم خلال هذه الفترة، وبنى بذلك ستة أبعاد تشكل في مجموعها نظرية المجال، وتتميز بالترابط الوثيق فيما بينها، وهي تتمثل في بعد تغيير الانتماء للجماعة والتي تتم عندما يشعر المراهق بأنه لم يعد ينتمي لجماعة الأطفال وأنه مقبل على القيام بأعمال الراشدين بعدما أوقظ النضج انتباهه إلى حقيقته الجسمية والنفسية. أما البعد الثاني فهو الدخول في وضع غير محدد، بحيث تشكل الأرضية الجديدة التي ولجها وسطا جديدا وغير مألوف لا يمتلك مفاتيح لسيطرة عليه. ثم ثالثا بعد الواقع الجسمي، والذي يحتل وضعا مركزيا في المجال السيكولوجي، بحيث يرى ليفن بأنه يصعب على المراهق استيعاب التغيرات الجسمانية والجنسية التي يتعرض لها، وإدراك مداها وغايتها وهدفها. أما البعد الرابع فهو عدم استقرار الوضع، فالمراهق يجد نفسه في وضع غير قار وانتقاله لعالم الراشدين غير واضح وتنقصه الدقة. وفي المستوى الخامس بعد الأفق الراهن بحيث يصعب عليهم خلال مرحة الانتقال التمييز بين الواقع والخيال وهو مطالب بتوسيع إدراكه للزمن والتخلي عن التخيل لصالح عالم الواقع. ويتمثل البعد الأخير في عدم تحديد الانتماء، فالمراهق في نظر ليفن لا هو في الطفولة وغير مسموح له بالقيام بسلوكاتهم ولا هو في وضع الراشدين وغير مسموح له بممارسة بعض امتيازاتهم، وهذا ما يجعلهم غير مستقرين. كما يعرض الباحث مقارنة ليفن للمراهق بالشخص الهامشي، بيث يرى وضعيهما متشابهين عندما يصبح المراهق بين هامش جماعتين، يحاول الانتقال من الأولى إلى الثانية، فيتميز سلوكه بالقلق وفقدان الثقة وعدم الاستقرار والتناقض. فيشبهه بذلك بالسياسي المبعد من وطنه والمرفوض في غيره فلا يعرف بذلك مكانا للاستقرار.
أما ألبورت –وهو عالم نفس- فقد ركز على أهمية الذات وتحديد مفهوم الشخص، وبذلك تحدث عن جوانب وأبعاد الذات ومراحل تطورها، بحيث يستحضر في نظريته كل من الذات الجسمية وهوية الذات وتأكيد أو إثبات الذات وتعميق الذات أو امتدادها وصورة الذات ثم الذات العقلية أو الذات العارفة. وتمثل المراهقة في منظور ألبورت تلك المرحلة التي تتمحور فيها اهتمامات الفرد لإثبات ذاته وتأكيدها أي مرحلة استقلال الذات، فهذه المرحلة تعيد فيها دورة النمو هاجس الذات، بعد أن كان مشغولا عنها في طفولته باللهو والدراسة، خاصة أنه أصبح قادرا على ممارسة عمليات عقلية أكثر قوة وتجريدا. لذلك تصبح مشكلة الهوية الذاتية محور اهتمام المراهق، فهو يبحث عن إثباتها ويساهم اعتراف الآخرين به وبحقه في الانتماء في تهدئة نفسه وإخماد نزعتها الصراعية، والعكس يؤدي إلى نزوعه لتحقيق ذاته بطرق ملتوية.
أما بياجه –صاحب فكرة النمو المعرفي- ولفهم فكرته بسط الباحث ما يسبق مرحلة المراهقة (المرحلة الحسية الحركية، مرحلة ما قبل العمليات العقلية، مرحلة العمليات العقلية-الحسية، مرحلة العمليات العقلية-الشكلية) وقد وقف الباحث عند المرحلة الأخيرة لأنها متصلة بالمراهقة، فبياجه لا ينكر بأن فترة البلوغ هي مرحلة اضطراب التوازن، لكنه يرى بأنها فترة مؤقتة يكتسب الشخص خلالها العديد من الخبرات وتحقق خلالها العاطفة نضجا عاليا لم يتوفر من قبل. ويختصر بياجه العوامل المؤثرة في المراهقة في عاملين أساسيين. الأول هو التفكير وعملياته لدى المراهق، الذي يبني خلال هذه أنساق فكرية ونظريات ويهتم بقضايا ومشاكل غير راهنة ولا تتصل بواقعه المعيش، (فلسفة، سياسة، فن...) سواء أبزوها أو كتموها في حياتهم السرية. وقد حدد بياجه بداية هذه المرحلة في سن الثانية عشرة التي ينتقل فيها تفكيره من الحسي إلى الشكلي، حيث يصبح قادرا على القيام بعمليات منطقية قادرة على الاستقلال عن الوقائع والإدراك الحسي أو التجربة. وهكذا حسب بياجه فالطابع الذهني الذاتي الأناني للمراهق، مماثل لأنانية الرضيع، غير أنه في هذه المرحلة يتخذ طابعا عقليا نابعا من إيمانه بقدرته وقوته العقلية، وهو بذلك يصور المراهقة كمرحلة تأملات وشطحات فلسفية في حياة الفرد، واعتقاده بقوته العقلية وقدرتها على إعادة بناء العالم يؤدي إلى اضطراب علاقته بالمحيط الذي يعيش فيه. ويتوجب عليه اقتناع الفكر تدريجيا بأن وظيفته ليست هي مناقضة العالم والاختلاف معه.
أما العامل الثاني فهو الجانب العاطفي في خضم العالم الاجتماعي للراشدين، بحيث أن الحياة العاطفية للمراهق تتعزز وتتأكد بما استطاعت شخصيته تحقيقه عن طريق الاندماج في عالم الراشدين. ليتساءل بياجه بذلك عن مفهوم الشخصية الذي يختلف عن الذات، فإذا كانت هذه الأخيرة معطى مباشر وأولي متميز بالأنانية الذاتية الشعورية واللا شعورية، فإن الشخصية هي نتيجة للسيطرة الذاتية على الأنا. وهكذا فالشخص متناقض مع قواعد الأنا، أي أنه مساند للعلاقات الاجتماعية التي يمثلها ويساهم فيها، أي أن بلوغ النمو العقلي للفرد مستوى التفكير الشكلي، يجعله يخضع كل شيء للقياس العقلي مما يحدث اضطرابا في توافقه مع محيطه الاجتماعي.
ويختتم الدكتور أحمد أوزي هذا الفصل باعتبار أن كل النظريات السابقة هي وجوه لعملة واحدة، مما يفرض النظر بشكل شمولي متعدد الرؤى، ويضيف بأن أهمية مرحلة المراهقة وما يعتريها من تغير حسب المجتمعات والثقافات والظروف التاريخية والحضارية المميزة لها، وهو ما يحتاج لمزيد من الدراسة والتحليل.
الفصل الثالث :
أما الفصل الثالث فقد خصصه الباحث لـ "شخصية المراهق وأبعادها"، وتناول فيه أربعة محاور حاول خلالها تقريب القارئ أكثر لفهم المراهقة.
تناول المحور الأول من هذا الفصل مفهوم النمو الذي يعتبر ميزة لكل كائن حي، غير أنه عند الإنسان يقترن بالتطور ولا يقتصر فقط على تغيرات الكم والحجم في الجسم وإنما يشمل كذلك تطور القدرات العقلية. وقد ميز الباحث بين أربعة معالم أساسية للنمو، تتجلى الأولى في التغيرات التي تطال حجم الكائن الحي إذ تزداد قامته ووزنه بموازاة مع تغير الوظائف الجسمية والعقلية. وتغير النسب بحيث تتغير أبعاد الجسم ويرافق ذلك تحول بعض السمات النفسية كالأنانية والعدوانية التي تميز الطفل في مراحله الأولى. ثم ظهور معالم جسمية وخصائص نفسية جديدة، فالنمو يؤدي للنضج ويقترن بظهور معالم جسمية وقدرات عقلية جديدة. ثم اختفاء معالم أخرى كالبكاء وحب التملك والشعر الذي يكسو جسم الطفل.
وفي المحور الثاني يتحدث عن سرعة النمو التطور، بحيث يبين الباحث بأن سرعته تتغير بحيث يمكن ملاحظة فترات يكون خلالها أكثر سرعة، وهي مرحلة ما قبل الولادة والسنوات الأولى بعدها ثم مرحلة البلوغ والمراهقة. ويرى بأن معرفة المعنيين بالأطفال والمراهقين لذلك تجعلهم على وعي بالتغيرات وترقبها لإحاطتها بما يلزمها من عناية، وإشباع حاجيات كل مرحلة، مع إدراك الفروق الفردية.
ثم انتقل بعد ذلك للحديث عن العوامل المؤثرة في النمو والتي حصرها في الوراثة والغذاء والتكوين العضوي والبيئة الطبيعية والاجتماعية.
أما بالنسبة للمحور الرابع من هذا الفصل فقد خصصه الدكتور أحمد أوزي لنمو الشخصية وتفتحها، وقد نظر إليه الباحث من أربعة أبعاد، أولها هو البعد الجسمي والذي أوضح فيه أهمية إفرازات بعض الغدد التي تعمل على إثارة النمو الجسمي والنضج الجنسي، ويشير إلى اختلاف وثيرة ذلك بين الذكور والإناث، بحيث تسبق الإناث الذكور في بروز التحولات الجسمانية، كما استعرض جملة من هذه التحولات الفيسيولوجية التي تشعر المراهق بالغرابة عن ذاته. ويشير إلى أنه إذا كان الجانب الجسمي سهل القياس فإن الجانب النفسي يظل مستعصيا عن الملاحظة الدقيقة، مسترشدا بدراسة كل من (تانيير) و(بوديتش) و(شوتيلورت).
وأعطى الباحث حيزا مهما في هذا الفصل لتوضيح العوامل المؤثرة في تسريع أو تأخير البلوغ، وتقييم الذات الجسمية لدى المراهق. أما البعد الثاني فهو البعد العقلي في شخصية المراهق، وهكذا بعد استحضار مجموعة من الدارسين الذين اهتموا بهذا الموضوع يخلص إلى أن تفاعل المراهق مع محيطه الاجتماعي وتوظيفه للامكانات العقلية تتبلور لديه اتجاهات نحو مختلف الموضوعات والتي يشعر برغبة قوية في مناقشتها مع الغير وهو هكذا حسب الباحث لا يقتصر على التفكير فقط بل يتجاوزه للتعمق والتأمل، محاولا بذلك القطع مع ما يربطه بالطفولة، كما يتجه إلى خلق عالم جديد من الخيال تختلجه العواطف ويشكل مادة للخلق والابتكار. أما البعد الثالث فيتمثل في البعد الانفعالي الذي يتميز لدى المراهق بكونه لا يعيش استقرارا نفسيا جراء تعارض آرائه مع الأسرة والمجتمع، وتقلب أهوائه ونزعاته جراء إخفاق ما يبنيه من آمال لا تستند على الواقع، كما يعيش عالما خاصا من الهوام يعيش فيه وفق رغباته الخاصة. ويبرز الباحث هنا أن خطورة هذا البعد الانفعالي تكمن في عدم إيجاد من يتفهمه، فتنشأ لدى المراهق اتجاهات سلبية نحو محيطه الاجتماعي. ويكمن البعد الرابع في الغريزة الجنسية التي تتفق جراء بلوغ المراهق القدرة على الانجاب، ويرى الباحث بأن دور التربية كعملية اجتماعية هنا هو ضبط هذه الغريزة وتطويعها لجعل الفرد يتحكم فيها، بما في ذلك توجيه نظرة كل جنس إلى الآخر والتي تتحدد بنوع التربية، ولعل أهمية ذلك هي ما جعلت الدكتور أوزي يستحضر التربية الجنسية لما تلعبه من دور في تنمية الشخصية، ويقف على أهميتها المدرسة وفي البرامج الدراسية.
الفصل الرابع :
أما الفصل الرابع فقد عنونه الباحث بـ "المراهق وبنيات النظام المدرسي"، وقد استهله بعبارة دالة قال فيها بأن "الطفل عندما يدخل إلى المدرسة فإنه لا يترك في بابها تأثير الأسرة"، وقد أكد في بداية هذا الفصل بأن ولوج الطفل للمحيط المدرسي لا يفقده تأثير الأسرة رغم تفاوت حجم هذا التأثير، مشيرا إلى ما ذهب إليه (هنري والون) من ضرورة تظافر الجهود والتعاون بين الأوساط التربوية للطفل والتي تسهم في تنشئته الاجتماعية.
وانتقل بعد ذلك الباحث لتوضيح علاقة المراهق بوسطه المدرسي الذي يتميز باختلاف متطلباته وتنظيم بنياته الاجتماعية عن الأوساط الاجتماعية التي سبقتها، وهو يرى بأن هذا الوسط يشكل للمراهق في البداية أرضية موحشة يحس فيها بالوحدة والتفرد، كما أن التجريد يصبح هو الطابع الغالب على المواد الدراسية. ويوضح كيف توفر المدرسة للمراهق فرص التدريب على الاستقلال الذاتي، والاحتكاك بمشاكل علائقية وفرص بناء الهوية الذاتية والهوية الثقافية، وبناء نسقه الفكري وتدريبه على الاندماج في الوسط الاجتماعي العام للراشدين، خاصة وأن المراهق يعمد خلال هذه التجربة إلى توظيف المكتسبات ثم اعتماد أسلوب التخطيط والمماثلة حتى يتمكن من التغلب على المشاكل وإيجاد حلول لها.
وفي المحور الموالي اعتبر الباحث بأن المدرسة تلعب دور القنطرة إلى الاندماج في المجتمع، وبذلك فللمدرسة وظيفة نفسية اجتماعية، وهي مطالبة بتوفير نظام يتفهم حاجات ومتطلبات المراهق النمائية. واستحضر هنا رأي "دافيس" حول اختلاف حاجات شباب اليوم عن مثيلاتها في الماضي، ما يبرر الدور التوجيهي لمدرسة اليوم. وانتقل لما خلص إليه أحمد زكي صالح حول ما ينبغي أن تضطلع به مؤسسة التعليم الثانوي اليوم من أدوار، كحلقة ربط بين التعليمين الأساسي والجامعي. بعد ذلك تناول الباحث علاقة مراهق/مدرس منبها إلى أن هذه العلاقة بالنسبة للطفل قد تختلط بخياله وقد تعتريها إسقاطات صورة الأب، لذلك وصفها بالعلاقة السيكولوجية المعقدة جدا.
وبين خلال تحليله كيف تعرف هذه العلاقة عدة تفاعلات في الاتجاهين، واستند إلى نتائج عدة أبحاث لكل من (بيير طاب) و(فيلدمان) و(وايتي) وغيرهم ليبين أهمية مساهمة المدرسين في عملية بناء شخصية المراهق ونضجها، وضرورة توفيرهم للمراهق فرص التعبير والتدريب وتحمل المسؤولية. ثم انتقل في ما تبقى من محاور هطا الفصل لشرح العلاقة التربوية داخل القسم الدراسي وعلاقة المراهق بالمقررات والبرامج الدراسية واتجاهه نحو المعارف المدرسية وكذا الايقاع الدراسي للمراهق وعلاقته بزملاء المدرسة، وهي كلها علاقات يجد المراهق نفسه داخلها بمجرد ولوج البنية المدرسية، وتشكل مجال تفاعلات متعددة وتتحكم في قدرة المراهق على الاندماج السليم داخلها مجموعة عوامل، تجعل من الضروري والأساسي على العاملين داخل الوسط المدرسي للمراهق والفاعلين فيه، إدراكها وحسن استيعابها مع الإلمام الشامل كما قدر ذلك الباحث بالمراهقة وخصوصية هذه المرحلة.
واختتم الفصل الرابع بالحديث عن المراهق وأشكال العنف، وتناول خلال هذا المحور مفهوم العدوانية والتي تتصل في معناها العام بدينامية شخص في طور تأكيد ذاته، وبتوفير الحاجات الأساسية للكائن البشري وهناك علاقة بينها وبين الحرمان، ويمكن تفسير السلوك العدواني للفرد بالاتجاهات التربوية المتسمة بطابع التسلطية والقمع. من هنا يصبح من محاذير التعامل مع المراهق تجنب كل ما يفضي به إلى سلوكات في هذا الاتجاه من خلال تقصي الأساليب والطرق التي تساعد المراهق على تأكيد هويته وإثبات ذاته.
ويبرز الدكتور أحمد أوزي تأثير الإعلام في تحفيز المراهقين على الاعتداء على الغير لما تعمل على نشره من أشكال متنوعة للعدوان عبر أفلام الكرتون وأفلام الخيال والوقائع والأخبار الحقيقية.
ويخلص إلى أن العنف في المجال المدرسي غريب باعتبار قدسية المدرسة التي شبهها بمحراب للتعبد، غير أن واقع اليوم يشهد بما تعرفه المؤسسات المدرسية من مظاهر العنف والصراع حتى أصبحت مسرحا لأعمال العنف والشغب وسقطت عنها قدسيتها، وقد بين الباحث –استنادا إلى عدة دراسات وأبحاث- أن ظاهرة العنف في الوسط المدرسي ترتبط بعدة عوامل منها الامتحانات المدرسية وطبيعتها وعمل المدرس داخل الفصل، واعتبرها تعبير انفجاري عن وضع تربوي غير سليم.
ثم يختتم الفصل بالتأكيد على حاجة المؤسسات التعليمية والتربوية إلى إعادة النظر في معاملة التلاميذ واعتبارهم كائنات إنسانية، إذ لا يهم ما يتم تقديمه للتلاميذ بالقدر الذي يهم كيف يتم تقديمه لهم.
الفصل الخامس :
اختار الباحث للفصل الخامس عنوان "الإرشاد التربوي والتوجيه المهني"، ويمكن اعتباره خلاصة لما تقدم لما يقدمه من إجابات حول دور عمليات الإرشاد والتوجيه في المجالين التربوي والمهني من قيادة المراهق لتجاوز هذه المرحلة نحو الاندماج السليم داخل المجتمع. وقد تحدث فيه الباحث عن مفاهيم الإرشاد والتوجيه في المجال المدرسي والتربوي والمهني.
استهل هذا الفصل بتمهيد بين فيه أهمية الاختيار المهني في النمو في مرحلة المراهقة، بحيث يبدأ عندها الميل للاختيار، ورغم بقاء ذلك في حيز المتخيل إلا أن له أهمية بالغة في تحفيزه على اكتساب المعارف والمهارات.
وفي المحور الأول من هذا الفصل يتعرض الباحث لمفهوم الارشاد التربوي من الناحية اللغوية باعتباره مرادفا للصلاح والصواب ومن الناحية الاصطلاحية باعتباره توعية للفرد لكي يصل للتصرف كشخص راشد، وأنه يمارس في قطاعات ومجالات مختلفة، ومن بينها المؤسسات التعليمية بحيث يتمثل في تقديم المساعدة للتلميذ على اختيار ما يتفق مع ميوله من أقسام دراسية والتعاون مع الأسرة للوقوف على عوائق التلميذ داخل وسطه الدراسي. ويرى الدكتور أحمد أوزي بأن دور الإرشاد التربوي يتلخص في تحقيق تواصل أفضل للمتعلم مع مجاله الدراسي لتحقيق نمو متزن وانسجام أفضل مع ذاته ومحيطه. أما المحور الثاني فقد خصصه لمفهوم التوجيه، الذي يرى بأن له أهمية على الفرد وعلى مجتمعه في الوقت ذاته تناسبا مع تطور المجتمعات الصناعية، وهو يقوم على معرفة علامات الاسترشاد لبلوغ الهدف. وأعطى بعد ذلك لمحة عن تاريخ التوجيه ويسلط الضوء على أنه قبل الحرب العالمية الثانية كان يستهدف المراهقين المغادرين للتعليم المدرسي والمقبلين على الاختيار المهني، ليتحول بعد ذلك إلى عامل للرفع من درجة التأهيل المهني، ونظرا لارتفاع عدد المراهقين ظهر التوجيه المدرسي، وقد استفاد تعزيز التوجيه من خلاصات المؤتمر الدولي السادس والعشرين للتعليم العمومي التي أفضت إلى توسيع مفهوم التوجيه ليشمل الإرشاد وتوجيه التلاميذ في الحياة بشكل عام.
وانتقل في المحور الرابع من هذا الفصل للحديث عن المختصين في التوجيه، فإذا كان عملهم يتم داخل فريق يسهم في انفتاح المؤسسة التعليمية على الحياة المهنية والوسط الاجتماعي، فإن دور مستشار التوجيه يقتضي منه إلماما شاملا بوسط عيش التلاميذ، وهذا حتى يستطيع التنبؤ بالتطلعات المستقبلية المهيمنة على وسطهم، إضافة إلى الاطلاع على السيكولوجيا العامة والمرضية. كما تقتضي منهم عملية التوجيه مقابلة الآباء والمدرسين كذلك وليس فقط الاقتصار على مقابلة التلاميذ. أما المحور الخامس فقد خصصه للتوجيه المدرسي والذي يفضل تسميته بالإرشاد التربوي نظرا لأن هدفه هو مساعدة التلاميذ على اختيار ما يتوافق مع ميولهم وتجاوز الصعوبات. وحدد أهدافا للإرشاد التربوي تنطلق من فهم التلميذ ودراسة بيئته ثم إرشاده وتبصيره بمشاكل بيئته. ورغم اختلافه عن التوجيه المهني وأسبقيته عنه، فهما عمليتان متداخلتان لا يجب الفصل بينهما.
بعد ذلك تناول الكاتب موضوع الإعلام والتوجيه المهني، وهو يرى بأن له دورا أساسيا في عالمنا الراهن، وأنه رغم شموليته لجميع مجالات الحياة، فإنه أكثر ملاءمة خلال مراحل التعليم من أجل اندماج مهني أفضل، وقد استدل هنا بتجارب بكل من فرنسا وهولندا وأمريكا. ليوضح ضرورة إلمام المستشار بوسائله وأساليبه مستحضرا ما خلصت إليه عدة أبحاث حول نجاعته التي لا يمكن أن تتحقق إلا إذا ساهم المستهدفون به في تجارب مهنية واقعية، نظرا لأن الاحتكاك الميداني بالواقع هو الذي يعطي المعرفة الكافية بحاجات المهنة واستعداداتها.
وانتقل للحديث في المحور الموالي عن علم النفس المهني، ويستهل هذا المحور باستحضار أهمية الحياة المهنية لدى الفرد لكون الشغل يرتبط بإشباع الحاجات، وهذا ما يبرر اهتمام علم النفس به، كما يعلل الباحث استحضاره لموضوعه بشمولية المقاربة التي يعتمدها الكتاب. ولذلك استحضر آراء علماء نفس أمثال (كريت) و(انستازي) و(جينزبرك)، ونبه إل ضرورة عدم الخلط بينه وبين دراسة المهن رغم وقوع علم النفس المهني في ملتقى دراسة المهن وعلم النفس. وانتقل الباحث في هذا الإطار لإبراز تطور مفهوم الاختيار المهني ونظرية التوجيه خاصو من المرحلة ما بين الحربين العالميتين، ثم إضافة الروائز لقياس الاستعداد النفسي للمراهق، ثم ليأخذ فيما بعد طابعا مرنا يقدم العديد من الاختيارات بدل التوجيه لمجال محدد. ثم تحدث الباحث بعد ذلك عن خطوات التوجيه المهني التي تنطلق من الفرد ذاته بتقديم تشخيص موضوعي عن الشخص، وبعد ذلك جرد المهن المتاحة في وسطه وما متطلباتها، ثم إحاطة الفرد بذلك. ويعود للتذكير بأن عملية التوجيه هي عملية إرشاد واستبصار وتوعية للفرد تتخذ طابعا دائما ومستمرا، تعطي للفرد صورة عن إمكاناته وظروف مجتمعه ليتمكن من الاختيار واتخاذ القرار. وقدم الكاتب النظريات البارزة في التوجيه المهني وعلى رأسها نظرية (جنزبرك) التي ترى بأن الاختيار المهني هو عملية تطور ونمو تمر بمراحل متعددة حسب الفترة العمرية، لتصل بالفرد في الأخير للاختيار المقنع والمرضي. ونظرية (سوبر) التي ركزت على النضج المهني وحددت له أبعاد تحددها خمسة عوامل. ثم نظرية (آن روى) التي اهتمت بالميل المهني في التجارب الأولى من الحياة والعلاقة بين الاتجاهات الوالدية وسلوك الراشدين والميل المهني، وبالرغم من تعرض هذه النظرية للكثير من الانتقادات خاصة من طرف (باول) فإنه حسب الباحث يمكن للمستشارين في التوجيه الاستفادة منها في تحديد وتقييم وفهم حاجات الشخص وتحديد المهن التي تشبع حاجاته وتجاوز عوائق تطوير حاجاته. وأخيرا نظرية (هولاند) التي استخلص منها الباحث أنماط الشخصية والمهن المناسبة لها.
ليختتم الفصل بالعلاقة بين التحليل النفسي وعملية الاختيار المهني، وقدم في هذا المحور بعض التصورات التي قد تكون لها علاقة بالميول المهنية، وهكذا بعد عرض آراء بعض الباحثين في المجال أمثال (بوردان) و(نشمان) و(وايت) و(فرويد) و(هندريك) و(باربارا لانتوس)، وخلص منها الباحث إلى أن وجهة نظر التحليل النفسي حول العمل تعطي أهمية للغرائز كمصدر للطاقة النفسية، كما ترى بأن الاضطرابات في العمل لدى الراشدين تفسر بنمو الجانب العاطفي إبان طفولتهم تحت تأثير تفاعلهم مع الأبوين، وهذا إن كليا أو جزئيا. ويسجل الباحث أن هذه النظريات قلما اهتمت بتفاعلات المحيط السوسيو-ثقافي باستثناء (إريكسون). ويختتم تحليله بالتأكيد على أهمية مساهمة التحليل النفسي في تفسير إشكالية الاختيار المهني، كما سلط الضوء على ديناميتها وسبل تجاوز صعوباتها.
v خاتمة :
لقد سلط الكتاب الضوء على العديد من الجوانب الأساسية التي يجب إدراكها للتعامل مع شخصية المراهق، وفهم خصوصية هذه المرحلة العمرية واحتياجاتها، و العوامل المؤثرة في شخصية المراهق. كما تناول بشكل تحليلي مقارن النظريات التي أدلت بدلوها في هذا الباب، وسبل استثمار الإرشاد التربوي والتوجيه التربوي والمهني لتحقيق تلاؤم الفرد مع ذاته ومحيطه، وبالتالي تيسير اندماجه داخله بشكل سليم.
ومن منظوري الشخصي، وبناء على التجربة المهنية في سلك التعليم الثانوي الإعدادي والتأهيلي، واهتمامي بمجال التربية من داخل الميدان الجمعوي بل ولكوني أب كذلك، فإني أرى أن لهذا الكتاب أهمية بالغة وينصح بالاطلاع عليه من طرف الفاعلين في مختلف خلايا التنشئة الاجتماعية على اختلاف الفئات العمرية موضوع اشتغالها، فالمعنيين بتنشئة الطفولة سيستفيدون منه للتنبؤ بالاحتياجات المستقبلية للطفل وفهم التغيرات التي تلحقه خلال نموه سيما في مرحلة الطفولة المتأخرة، كما لمضمونه أهمية بالغة للمتعاملين مع المراهقين تحديدا لتوفير شروط نمائهم وتطور شخصيتهم السليمين، وكذلك بالنسبة للمتعاملين مع الشباب والفئات العمرية الأكبر لفهم شخصياتهم باعتبارها نتاج ما سبقها من مراحل خاصة منها مرحلة المراهقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق